اخبار سريعة

الاثنين، 29 أغسطس 2011

تحليل .. عقم جوزيه

كتب :شريف حسن


من يعتقد أن مستوى أداء الأهلي تغير منذ عودة البرتغالي مانويل جوزيه عما كان عليه الفريق إبان تولي حسام البدري المسؤولية فهو واهم.
فبعدما قلص الأهلي حظوظه في التأهل لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا بالتعادل أمام مولودية العاصمة في الجزائر سلبيا على المدير الفني أن يراجع حساباته ولو للحظات.
فقد يعتقد البعض أن التعادل خدم مصالح الأهلي باعتباره خارج الأرض ولكن الحقيقة غير ذلك، فالفريق الأحمر وضع نفسه في مأزق بعدما بات مهدد بتوديع البطولة بمجرد الخسارة أمام الوداد البيضاوي في المغرب (وهو الأمر السهل حدوثه).
في البداية يجب ألا نزايد على قدرات المدير الفني البرتغالي التي نعترف جميعا بها خاصة النفسية منها، ولكن علينا أن نكشف عيوبه الفنية لأنه ليس فوق النقد.
فالفريق خاض أربعة مباريات خارج أرضه في البطولة الإفريقية حتى الآن ولم يحقق أي فوز تماما مثل من سبقه.
ومن يعتقد أن جوزيه طور أداء الأهلي "فنيا" ويعلل ذلك بأن الفريق عوض تأخره في الدوري وتوج باللقب واهم وبشدة، لأن تتويج المارد الأحمر بالمسابقة المحلية كان نفسيا بالدرجة الأولى.
فأولا: لاعبو الأهلي كانوا قد فقدوا الثقة في أنفسهم إبان تولي البدري المسؤولية وتشتتوا ذهنيا تحت قيادة زيزو في انتظار المدرب الجديد، ولكن مع جوزيه وبفضل فترة التوقف الطويلة أثناء الثورة المصرية نجح الفريق في استعادة الهدوء والثقة بالنفس.
ثانيا: "كاريزما" جوزيه وتأثيره القوي في تصريحاته عبر وسائل الإعلام أثر بشدة على التوأم حسام وإبراهيم حسن ولاعبي الزمالك بسبب ضعف الخبرة عند كلاهما مما أفقدهم التركيز وأضاع منهم الكثير من النقاط.
ثالثا: الفريق الأحمر الذي عانى طوال الدور الأول من الغياب الكامل للمهاجمين دعم صفوفه بعودة عماد متعب وانضمام دومينيك داسيلفا ولعل الثنائي لعب الدور الأبرز في قيادة الفريق للانتصارات الأخيرة في الدوري.
إذا ماذا فعل جوزيه فنيا ؟
الدفاع
عدل جوزيه طريقة لعب الأهلي من 4-2-3-1 إلى 3-6-1 مع تحولها إلى 3-4-3 في حالة الهجوم.
الطريقة الجديدة تبدو ظاهريا أنها تخدم مصالح الدفاع خاصة أن وجود ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي يخبأ من الأخطاء الفردية التي قد يرتكبها أحدهم.
ولكن رغم شعور المتابعين بأن الأهلي بات أكثر تماسكا على المستوى الدفاعي بالخطة الجديدة تؤكد الأرقام أن هذا الأمر غير صحيح.
فالفريق الأحمر خاض تسعة مباريات مع البدري في الدوري تلقت شباكه خلالها ثمانية أهداف رغم أنه كان يعتمد على أربعة مدافعين في الخط الخلفي.
أما بوجود ليبرو مع زيزو فقد سكن مرمى الفريق خمسة أهداف في خمسة مباريات، ثم مع جوزيه وسكنت شباك الفريق 14 هدفا في 15 مباراة.
العالم أجمع يعرف أن الطريقة التقليدية 3-5-2 بطبيعة الحال لا تسمح بتنوع هجومي كبير لذا يظهر الأهلي عقيم في الكثير من المباريات غير قادر زيادة الضغط الهجومي الفعال
فالطريقة الجديدة لم تطور دفاع الفريق فعليا ولكنها دارت العيوب الفردية فأصبحت الأهداف لا يتحملها فرد واحد فتضيع مسؤوليتها أمام الجماهير.
والدليل أن الفريق أيضا تلقت شباكه أربعة أهداف بعد أربع مبارايت في دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا وهو نفس العدد الذي سكن شباك الفريق في نفس الجولة من الموسم الماضي.
الهجوم:
في حالة الهجوم الأرقام تثبت نجاح جوزيه في زيادة كم الأهداف فالفريق سجل 29 هدفا في الدور الثاني للدوري مقارنة بـ17 فقط في الدور الأول.
ولكن يجب الاعتراف بتأثير الثنائي عماد متعب ودومينيك دا سيلفا على حالة الفريق الهجومية بعدما سجلا ستة أهداف وصنعا مثلها خلال الدور الثاني.
فالأهلي يعتمد في حالة الهجوم على وجود متعب كمهاجم ثابت (Target man) بينما يأتي دومينيك أو جدو من الجانب الأيسر ويساهم بركات أو أبو تريكة من الجانب الأيمن.
تحركات سيد معوض الهجومية دائما ما تعطي أفضلية للجانب الأيسر الهجومي وهو ما يظهر جليا في حال غيابه عن أي مباراة، على عكس تحفظ فتحي الدفاعي في الجهة المقابلة رغم تميزه الشديد.
ولكن إذا تعثرت هجمات الأهلي من على الأطراف يعجز الأهلي تماما عن اختراق دفاعات المنافسين، اللهم سوى ببينيات حسام غالي في بعض أوقات تألقه فقط.
فالعالم أجمع يعرف أن الطريقة التقليدية 3-5-2 بطبيعة الحال لا تسمح بتنوع هجومي كبير لذا يظهر الأهلي عقيم في الكثير من المباريات غير قادر زيادة الضغط الهجومي الفعال.
خاصة في تلك المباريات التي تقام خارج أرض الأهلي ويصر جوزيه على خوضها بثلاثي ارتكاز أو الاعتماد على محمد أبو تريكة لوقت طويل داخل الملعب، مما يظهر الفريق عجوزا باهتا إلى أبعد الحدود.
الخلاصة:
الأهلي مازال قادرا على الصعود إلى نصف النهائي بل والتغلب على الوداد البيضاوي في المغرب بفضل خبرات لاعبيه الكبيرة ودفاعات الفريق المغربي الضعيفة للغاية.
ولكن على جوزيه أن يعي أن فريقه بحاجة لتطوير شامل في أسلوب اللعب في الموسم المقبل من أجل الاستمرارية في حصد الألقاب.
وعلى جماهير الأهلي أن تفهم أن مانويل جوزيه هو بالفعل الساحر وجالب الإنجازات لكنه بشر قد يصيب وقد يخطئ فيجب ألا تنظر إليه كمبعوث العناية الألهية الذي جاء ليخلص العالم من آثار من يدمرون الفريق ويتربصون به.
ملحوظة أخيرة:
المراحل الأخيرة من البطولات الكبرى لا تلعب فنيا فقط، فعلى الأهلي أن ينتفض

التعليقات
0 التعليقات