بعيداً عن تألقهما الاستثنائي في سماء كرة القدم العالمية، وعن التنافس اللا محدود بينهما على صدارة قائمة أفضل لاعبي العالم في هذا الزمان، دعونا ننظر إلى الجانب الإنساني في حياة الأسطورتين "ليونيل ميسي" و"كريستيانو رونالدو"، لنعرف أنهما لا يقلان في الروعة خارج المستطيل الأخضر، عن روعتهما داخله.
لأن البرغوث الأرجنتيني جاء من أسرة فقيرة.. عاشت في مدينة روساريو لسنوات.. تكافح من أجل جلب المال لعلاج الابن الصغير "ميسي" الموهوب كروياً من مرض نقص هرمون النمو، فقد اضطروا للهجرة إلى إسبانيا للبحث عن حياة أفضل، لم تبدأ إلا حينما قدم النادي الكتالوني برشلونة عرضاً لضم اللاعب إلى صفوف ناشئيه، مقابل التكفل بعلاجه حتى تمام الشفاء، لذا نجده يهتم كثيراً بدعم مجال الطفولة وعلاج الأطفال.
ونظراً لمتابعة "ميسي" للشأن العربي ودرايته بمدى شهرته في الشرق الأوسط، قام منذ عدة شهور بإعلان رعايته الطبية الكاملة لطفل مغربي يدعى "سفيان" يسير على قدمين اصطناعيتين مهدياً له أحد الأهداف التي سجلها في أوساسونا في إحدى مباريات الدوري الإسباني.
ومنذ أيام قليلة أعلن "ميسي" مجدداً تكفله بعلاج الطفل المغربي "وليد قشاش" ذو الـ6 أعوام، المصاب بمرض نقص هرمون النمو، وهو نفس المرض الذي عانى منه "ليو" في الصغر، وأرسل لهذا الفتى الصغير صورة، يقف فيها "ميسي" حاملاً قميص عليه صورة "وليد" ومكتوب عليها بعض عبارات الدعم والحب، كما أعلن "ميسي" أكثر من مرة عن دعمه لأطفال فلسطين الذين يعيشون وسط نيران جنود الاحتلال.
أما الدون "كرستيانو رونالدو" الذي ولد في جزيرة ماديرا البرتغالية لعائلة فقيرة، ولعب كرة القدم في الشوارع، وعاش لحظات قاسية، كثيراً ما تذكرها وحكا عنها، فلا يقل اهتمامه بقضايا الطفولة والمساعدات الإنسانية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط عن غريمه "ميسي"، حيث كانت البداية من المزاد الخيري الذي نظمته مؤسسة (ذا ناشيونال) الصحفية الإماراتية الناطقة باللغة الإنكليزية، والذي حضره "رونالدو"، لإعطائه أهمية كبرى ومتابعة مكثفة، وقد وجهت عائداته لدعم مشكلات الطفولة في العالم العربي.
وكان "رونالدو" قد بدأ حملة على صفحته الشخصية في موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي، هدفها جمع 30 مليون دولار لمساعدة منكوبي الصومال الذين كانوا يموتون بسبب المجاعات.
كما قام رونالدو بالتبرع بأحد أحذيته الرياضية لمؤسسة ريال مدريد الخيرية التي تتكفل ببيع متعلقات اللاعبين في مزاد علني، طالباً منهم أن يذهب عائد بيعه لأحد الجهات الشهيرة التي تدعم بناء وتطوير مدارس الأطفال في قطاع غزة المحاصر، وبالفعل بيع الحذاء بمبلغ 2400 يورو.
ومؤخراً قام "كرستيانو رونالدو" باصطحاب صديقه وزميله في الفريق "مارسيلو" المعروف هو الآخر بمواقفه النبيلة تجاة القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، لزيارة قسم الأطفال بمستشفى بنك الوطني بالكويت، فور وصولهما مع بعثة فريق ريال مدريد، وقاما بزيارة عدد من الغرف لمصافحة الأطفال المرضى ودعمهم، قبل أن يجلسا لفترة طويلة في غرفة الطفل "زيد"، الذي كان يحلم برؤية "رونالدو" لأنه لاعبه المفضل.
قسم : تقارير
0 التعليقات