اخبار سريعة

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

مقالة.. جماهير غير مؤدبة وإعلام منفلت!!


ما يحدث في ملاعب كرة القدم المصرية منذ فترة، وبعد انطلاق بطولة الدوري الممتاز للموسم الجديد، لا ينبأ بالخير ويشير إلى حدوث كوارث لا محالة، في ظل حالة الانفلات الجماهيري والإعلامي التي تسيطر على الساحة الكروية.
الانفلات الجماهيري والإعلامي الذي يحدث في الشارع الكروي لا يختلف كثيرا عن حالة الانفلات الأمني التي يعاني منها الشارع المصري بشكل عام.
وبعد أن كانت الجماهير وسيلة مساعدة لأنديتها وتمنحها الثقة بإيجابية ، أصبحت تلك الجماهير عاملا سلبيا، ووسيلة ضغط غير محتملة وتقترب على حد "قلة الأدب"، كما يلعب الإعلام دورا لا يقل خطورة عما تقوم به الجماهير التي أصبحت تتعامل وكأنها "قراقوش".
أن تطلب جماهير الزمالك من رئيس النادي جلال إبراهيم رفض لعب فريقها في الإسماعيلية وتجبره على اختيار ملعب أخر غير معقل "الدراويش" أمر مرفوض، لأنه ليس من حق الجماهير أن تفرض على النادي أين يلعب، خاصة وأن الفريق اضطر وأجبر على اللعب خارج ملعبه بسبب التصرفات السيئة من جماهيره.
وأن ترفع جماهير الأهلي لافتة في لقاء فريقها أمام بتروجيت مكتوب عليها "مش هتعلمونا إزاي نشجع" في إشارة صريحة لتحدي قرارات لجنة المسابقات ولائحة العقوبات بسبب إشعال " الشماريخ " أمر غير مقبول ومرفوض، لأن تلك الجماهير تتحدى القانون.
أن تتراشق جماهير الاتحاد والإسماعيلي بالحجارة في لقاء الفريقين الأخير بالإسماعيلية رغم أن اللقاء لم يشهد ما يدفع تلك الجماهير إلى تبادل الرشق بالحجارة، رغم عدم الإقرار بالمبدأ في حد ذاته، أمر مرفوض وغير مبرر.
أن تقوم جماهير المحلة بالتعدي على المشرف العام على فريق الكرة بعد الخسارة أمام المصري في إفتتاح بطولة الدوري، وسبها للاعبين والإدارة وفرض اتاوات على المدربين، أمر مؤسف ومسف وغير مشرف لتاريخ ناد كبير، وقد يدفع فريق غزل المحلة ثمن حماقة جماهيره ويهبط من جديد لدوري المظاليم.
ما يحدث من جماهير الكرة ، يدفع البعض لكراهية كرة القدم وسيرتها واليوم الذي لعبت فيه، لأنه من غير المعقول أن نضع أيدينها على قلوبنا ونقف على أطراف أقدامنا مع كل مباراة في كرة القدم خوفا مما ققد يحدث، لاسيما وأن البلد "مش ناقصة" ويكفيها ما تفعله التيارات السياسية ومنظري الفضائيات والبلطيجة والإنفلات الأمني.
جماهير كرة القدم تريد أن تدير كرة القدم والأندية والاتحاد على "مزاجها" المنفلت والمريض، وترفض تماما الانصياع للقانون مثلها مثل عدد كبير من قطاعات المجتمع المصري في الشهور الأخيرة، وتسعى لفرض رأيها بالقوة.
وتتحمل إدارات الأندية الشعبية مسؤولية ما يحدث من تلك الجماهير المريضة نفسيا، لأن هذه الإدارات نافقت جماهيرها في وقت سابق وتعاملت معها وكأنها "الحاكم بأمره " وهو أمر مخجل وغير صحيح .
الانفلات والفساد الإعلامي لا يختلف كثيرا عن الانفلات والفساد الجماهيري، بل إنه قد يكون أكثر خطورة وفسادا، ويدفع كرة القدم إلى مناطق وعرة ويزيد من التوتر والتعصب.
فأن تخرج قناة الأهلي بعد لقاء الأهلي وبتروجيت ، لتقول لجماهيرها إن الفريق الأحمر يدفع ثمن مواقف النادي تجاه اتحاد كرة القدم، ورفض الفريق حضور المؤتمرات الصحفية بسبب أزمة الرعاة.
وأن الإتحاد يختار حكاما بعينهم ليخسر الإهلي هو هروب من ذكر الأسباب الحقيقية لعدم فوز الفريق، والبحث عن شماعة تعلق عليها القناة سبب التعادل، كما إنه حديث غير صحيح من الناحية الفنية على الأقل، لأن الأهلي لم يقدم في المباريات الثلاثة الأولى من بطولة الدوري المستوى الذي يشفع له ، ولم يكن يستحق الفوز في اللقاءات الثلاثة.
لم تتوقف أزمة الإعلام عند ما فعلته قناة النادي الأهلي، بل سبقتها قنوات فضائية عديدة، عندما ضخمت تلك القنوات من الجماهير وأبرزتها ومنحتها أدوارا غير حقيقة، بتركيز كاميراتها على عينة من الجماهير المنفلته – ليس كل جماهير الكرة منفلته ولكن معظمها على العكس – التي تتراقص للكاميرات وتهتف لمقدمي البرامج طمعا في تصويرها.
ما تفعله الجماهير من ورائها الإعلام الرياضي ، يهدد مستقبل بطولة الدوري هذا الموسم ، وإذا استمرت حالة الإنفلات فلن يكتمل الموسم ، وقد يلغى ، وهذا بيان للناس ولم يتفكرون .
نقطة أخيرة:
الظهير الأيسر لفريق الزمالك محمد عبد الشافي ، أفضل لاعب في الفريق منذ فترة طويلة ، يتقاضي 400 ألف جنية في الموسم ، وهناك لاعبين لم يشاركوا مع الفريق يتقاضون بالملايين سنويا ، و" قطة" اللاعب الجديد الذي يشارك فقط في التدريبات يتقاضى 600 ألف جنية ، ملاحظة واجبة الذكر فقط .

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: